[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فقدت مناطق التوسع السياحي بولاية جيجل والمقدر عددها بـ19 منطقة، الجزء الأكبر من أراضيها، إلى درجة أن عشرة منها أصبحت غير صالحة لإقامة مشاريع استثمارية، بعدما غزتها البناءات الفوضوية والاستغلال العشوائي للأراضي، وتحويل بعضها إلى منشآت قاعدية ومرافق عمومية.
كشف رئيس لجنة السياحة والصيد البحري والصناعة التقليدية بالمجلس الشعبي الولائي، من خلال المعاينة الميدانية التي قامت بها اللجنة مؤخرا على هاته المناطق التي تتربع على مساحة 4232 هكتار، بأن جل عمليات استغلال الأراضي تجري بطرق غير مشروعة ومخالفة للتنظيمات المعمول بها، مؤكدا على أن مناطق التوسع السياحي تحولت إلى مناطق للتوسع الفوضوي، سواء من طرف المواطنين أو المصالح العمومية، مستغلة في ذلك حالة الإهمال التي تشهدها منذ سنوات، وغياب الاستثمارات السياحية بها، والأكثر من ذلك مثلما ـ يضيف نفس المصدر ـ أن أغلبية الهيئات والجهات المكلفة بهاته المناطق تجهل النصوص القانونية المتعلقة بها، وكذا حدودها الجغرافية، ما جعل مساحاتها تتقلص يوما بعد يوم.
وتشير الأرقام المقدمة من طرف مصالح مديرية السياحة، بأن هناك عشر مناطق للتوسع السياحي بمساحة إجمالية تقدر بـ1393 هكتار من مجموع 19 منطقة المنشأة على مستوى الولاية في إطار المرسوم 88/ 232 المؤرخ في شهر نوفمبر 1988، فقدت طابعها، ولم تعد صالحة لإقامة مرافق سياحية كبرى، لأسباب أرجعتها إلى التوسع العمراني للمدن، واتساع رقعة البناء الفوضوي خلال التسعينات جراء النزوح الريفي، إضافة إلى برمجة بعض المشاريع الاستراتيجية داخل هاته المناطق على غرار ميناء جن جن ومحطة توليد الكهرباء، وتمرير مختلف الشبكات الكبرى عبر أجزاء منها، مثلما هو الشأن بالنسبة لخط السكة الحديدية والطريق المزدوج، وأنبوب الغاز. هذا الوضع دفع ذات المصالح إلى إطلاق اسم مناطق التوسع السياحي الثانوية على الفضاءات المذكورة، مع تقديمها لاقتراح يقضي بحذف أربعة منها نهائيا من مدونة مناطق التوسع السياحي وذلك لعدم الجدوى من بقائها، ويتعلق الأمر بكل من مناطق كازينو، عدوان علي، أولاد بوالنار وبني قايد الواقعة فوق تراب بلدية جيجل، مع وضع مناطق بوبلاطن، الولجة، تازة، بازول، سيدي عبد العزيز والقنار تحت مسؤولية الولاية، وذلك لبرمجة مشاريع سياحية متوسطة وصغيرة فوق ما تبقى من الأراضي الشاغرة بها، أو تحويلها لإقامة مرافق عمومية.
وتعد منطقة التوسع السياحي بالعوانة التي تتربع على مساحة تقدر بـ167 هكتار الوحيدة على مستوى ولاية جيجل التي استفادت من الدراسات، التي أنجزها سنة 2004 مكتب الدراسات الفرنسي ''إزيس''، موازاة مع استفادتها من مشروع للتهيئة بغلاف مالي يقدر بـ95 مليار سنتيم، إلا أن أشغال هذا الأخير لم تنطلق بسبب تأخر عمليات تعويض ملاك الأراضي الواقعة فوقها.