رحلت عني بعد اللقاء

جلست وإياها كأحسن ما يكون الجلوس ، وسعدنا كأحسن ما تكون السعادة ، وبينما أنا في غمرة السعادةوفي بحر الغفلة ، إذ بها تهب واقفة ، وتدير ظهرها و تولي مدبرة وتتركني لوحدي ..
فناديتها متودداً إلى أين تذهبين وتتركيني وحيداً ؟
قالت : آسفة جداً يجب أن أذهب الآن .. لا أستطيع الجلوس أكثر من هذا ..
قلت : حسناً فهل ستعودين ؟؟ فأصبر نفسي بموعد اللقاء القادم ..
قالت : عذراً فهذه آخر مرة تراني فيها ..
فقلت والحسرة تكاد تعصف بي وقلبي يتفطر وأنا لا أصدق هذا الخبر : لماذا هذه القسوة منكِ ؟؟ هل أغضبتكِ ؟؟ أو أخطأت في حقكِ أو قصّرت في إكرامكِ حتى تهجريني هكذا ؟؟!!!!
قالت : لقد أمضيت معك فترة طويلة وخلال هذه الفترة حدث منك بعض التقصير وأخطأت بعض الأخطاء .. ولكن ليس هذا سبب ذهابي على كل حال في هذا الوقت ..
قلت : فلماذا لم تخبريني منذ فترة حتى أعد العدة لهذا الفراق الصعب ، فأحسن إليكِ وأتزود منكِ ..
فقالت وهي تهزأ بي : أخبرتك منذ أول يوم أتيت إليك ولكنك كنت غارقاً في بحر الغفلة ..
فشهقت شهقة لم أستطع النطق بعدها ..
فأشفقت عليّ من الموت وقالت :لاتخفف و لا تحزن ، و لا يذهب بك الهم كل مذهب .. فإن أختي سوف تأتيك يوم غد ، فالله الله فيها ، أحسن معاملتها ولتعلم سلفاً أن لها يوماً سوف ترحل فيه ولعمري إنه قريب لو فطنت ..
فقلت وقد هدأت نفسي بعض الشيء : وأنتِ أفلا أستطيع أن أراك مرة أخرى ، ولو لفترة قصيرة لعلي أصحح بعض أخطائي ، وأغير العمل السيئ بآخر صالحاً ..
فقالت وقد شمرت عن ساعد الجد : لقد طلبت محالاً وقد كان لك قبل ذلك من قبل ما كنت تأمل .. ففرطت فيه في وقت السعة ولن تراني حتى تقوم الساعة ..
هل نسيت يا هذا أني .............
( سـنـتـك الـمـاضـيـة )

شكرا على الموضوع 10/10