هزيمة الغابون تكشف عيوب التشكيلة الوطنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كشفت الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني في مباراته الودية أمام نظيره الغابوني، والتي احتضنها سهرة أول أمس، ملعب 5 جويلية الأولمبي بنتيجة (1/2)، أن عملا كبيرا ينتظر ''الخضر'' للوصول إلى ''الفورمة''المطلوبة قبل المباراة الرسمية أمام تانزانيا يوم 03 سبتمبر القادم بنفس الملعب، برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا لعام .2012
خرج الجمهور الذي عاين مباراة الغابون من مدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي، والذي كان متوسطا مقارنة بالمقابلات السابقة، ساخطا على أداء تشكيلة المدرب رابح سعدان التي كانت بعيدة كمل البعد عن مستوى منتخب شارك مؤخرا في أكبر تظاهرة كروية عالمية بجنوب إفريقيا، حيث ظهر المنتخب مهلهلا في خطوطه الثلاثة. وهو ما سهل كثيرا من مهمة المنافس الغابوني الذي فرض نفسه بإحكام في المستطيل الأخضر ووصل مرتين إلى شباك الحارس رايس وهاب مبولحي في الدقيقتين الـ 35 عن طريق دانيال كوزان وبيير اوبيمايونغ في الدقيقة الـ .55
أخطاء بدائية في الدفاع
والظاهر أن الأخطاء البدائية التي ارتكبها الخط الدفاعي للمنتخب الوطني، هو الذي سهل كثيرا من مهمة رفاق القائد الغابوني دانيال كوزان، بدليل أن هذا الأخير استغل خطأ لا يغتفر من نذير بلحاج ليصل إلى شباك مبولحي الذي لا يتحمل كثيرا مسؤولية الهدف الأول.
عدم التفاهم بين لاعبي الدفاع المحوريين كارل مجاني ومجيد بوفرة، هو الآخر كان سببا في فشل القاطرة الخلفية للخضر في المحافظة على شباكها فارغة. وهو ما تجسد في الهدف الثاني، حيث تمكن بيير أوبيمايونغ من استغلال سوء المراقبة ليمضي هدفا ثانيا لا يتحمل مسؤوليته أيضا الحارس رايس مبولحي الذي أصر على اللعب، رغم الحالة النفسية الصعبة التي عاني منها مؤخرا إثر فقدانه لوالدته.
غزال في الرواق الأيمن
ولم يجد المدرب الوطني وسيلة لسد فراغ غياب عنتر يحي الذي لن يلعب المباراة الأولى الرسمية الأولى أمام تانزانيا يوم 03 سبتمبر القادم، إلا تجريب عبد القادر غزال في الرواق الأيمن كمدافع ومهاجم إضافي في آن واحد. وصومه عن التهديف منذ مدة حتى مع ناديه الإيطالي، لم يمنع غزال من القيام بمهمته الجديدة في أحسن الأحوال، حيث تمكن من قيادة هجمات خاطفة على الجهة اليمنى، كما غطى المنطقة اليمنى بإحكام، بدليل أن المنتخب الغابوني لم يقم بهجمات خطيرة من جهة غزال. وهو ما يرجح كفة إبقاء سعدان لغزال في الجهة اليمنى في المباريات القادمة، خاصة أن حسه التهديفي لم يراوده منذ مدة. علما أن غزال سبق له أن لعب في هذا المنصب مع ناديه السابق سيينا الإيطالي الموسم الفارط.
فديورة خارج الإطار وبودبوز يعاني من الإرهاق
ولعل من بين العوامل الرئيسية التي رجحت كفة المنتخب الغابوني أول أمس، أمام المنتخب الوطني، هو حسن استغلال المدرب جيرنوت روهر للاعبي وسط الميدان الدفاعي. ويتعلق الأمر ببيوغو بوكو وروغي مييي وايريك مولونغو ثم ستيفان نغيما في الدقيقة الـ ,65 هذا الثلاثي كان له الدور الإيجابي في إجهاض محاولات ''الخضر''، وكانوا بمثابة ضربة الانطلاقة للهجمات المعاكسة العديدة التي مكنت المنتخب الغابوني من الفوز في المقابلة، على عكس تشكيلة المدرب رابح سعدان التي ضيعت ورقة وسط الميدان، بسبب الأداء الشاحب لبعض اللاعبين على غرار عدلان فديورة الذي لم يكتف بتضييع للعديد من الكرات، بل لم يساهم كثيرا رفقة حسان يبدة في كسر هجومات المنتخب الغابوني.
أما فيما يخص وسط الميدان الهجومي، فقد أسند المدرب الوطني رابح سعدان مهمة التنشيط الهجومي لرياض بودبوز الذي رغم المحاولات العديدة التي قام بها، إلا أنه لم يقدم ما كان منتظرا منه بسبب التعب الذي نال منه كثيرا بدليل أنه وجد صعوبات كبيرة في إنهاء المقابلة، في غياب زياني الذي فضل البقاء على كرسي الاحتياط بسبب الإرهاق الذي نال منه.
هدف جبور لم يفك عقم الهجوم الجزائري
أما فيما يخص القاطرة الأمامية لم تحدث انتفاضة كبيرة، وسادها العقم الهجومي، رغم الهدف الوحيد الذي أمضاه رفيق جبور في الدقيقة الـ 84 بعد تمريرة من زميله عدلان فديورة. وهو الهدف الثاني للمنتخب الوطني منذ المباراة الرسمية أمام كوت ديفوار برسم كأس أمم إفريقيا بانغولا، بعد الهدف الذي أمضاه زياني في اللقاء الودي أمام الإمارات بمدينة نوريمبيرغ الألمانية قبل الذهاب إلى المونديال الإفريقي.
التسرع وغياب الحنكة '' في كل المحاولات التي قام بها المنتخب في الـ 90 دقيقة، أثبت مرة أخرى أن المدرب رابح سعدان مطالب بإيجاد الوصفة اللازمة قبل فوات الأوان، لأن الخيارات التي اعتمد عليها أول أمس سعدان (جبور، غزال )، ( جبور، زياية) لم تأت أكلها أمام منتخب غابوني منظم ولعب بكل ارتياح في الدفاع الذي قاده برو ابانغا، دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه الحارس ديدي أوفونو ايبانغ الذي يعود له الفضل في الفوز الذي حققه منتخب بلاده أول أمس. وعلى ضوء هذه المعطيات، يبقى الجميع ينتظر الوصفة التي من المنتظر أن يعتمد عليها المدرب الوطني لتصليح ما يمكن إصلاحه قبل المباراة الرسمية أمام تانزانيا يوم 3 سبتمبر القادم. وهي المباراة التي لا يسمح فيها بالخطأ، خاصة في مجموعة تضم المنتخب المغربي الذي فاز على غينيا الاستوائية.